سأموت أنا العربي المولد ولتحيى أخوة الشعوب الشرق أوسطية

0

ولد الشهيد نادر في قرية من قرى عفرين النائية والبسيطة,وكان من أسرة عربية أصيلة ,مدركة معنى أخوة الشعوب وتوحيد المصير المشترك في شرق أوٍسطي خال من القمع والظلم والاضطهاد.

كان نادر الكبير بين أخوته وكان والده يوليه اهتماما خاصا ويخصص جزءا كبيرا من وقته للتحدث معه ومناقشة الأمور معه بكل شفافية .

قضى الشهيد أجمل أيام طفولته في القرية أنهى من خلالها الدراسة الابتدائية بتفوق,ثم أنتقل إلى مدينة عفرين لإكمال دراسته الإعدادية على الرغم من الحالة المادية الصعبة لأسرته,وهناك عايش الهموم الكردية عن قرب فرأى معاناتهم  وبؤسهم وشقائهم,وكان يتساءل في نفسه :شعب له عادات وثقافة ولغة وتاريخ فلماذا لا يملكون دولة؟! حتى أنهم لا يستطيعون التكلم بلغتهم بحرية, بدأت هذه الأسئلة تتراكم وتتراكم في مخيلته .

انتقلت أسرته إلى مدينة حلب ومعهم نادر ليكمل دراسته الثانوية وهناك توسعت أفقه وأصبح يثقف نفسه إلى جانب دراسته إذ قرأ تجارب الشعوب والثورات والنظريات العالمية وقرأ أيضا  بعض كتب  القائد آبو فأعجب بمبادئه القريبة من الشيوعية  فتقرب من أعضاء الحزب ولكن بشكل غير مباشر .

نال الشهيد نادر الشهادة الثانوية ولكن الحالة المادية المتردية لأسرته أجبره على عدم إكمال دراسته والعمل لمساعدة  والده لتخفيف العبء عن كاهله فقرر الذهاب إلى ليبيا بحثا عن فرصة عمل لعله يعين والده.

وفي عام 1983 سافر إلى ليبيا وهناك تعرف على بعض من الشباب الكرد المنتسبين إلى حركة التحرر الوطنية الكردستانية PKKحيث طلب منهم أدبيات عن الثورة  وبعد فترة من قراءته لتلك الأدبيات  _حيث وجد بعض  الأجوبة التي كانت متراكمة في مخيلته منذ الصغر عن القضية الكردية_ قرر الانضمام إلى حزب العمال الكردستاني ليس لغاية في نفس يعقوب أو سعيا وراء مكسب دنيوي أو منصب سيادي بل عملا بمبدأ الأممية وبقصد تحرير وتخليص الشعوب المضطهدة من جزاري وانكشاري القرن العشرين,حيث أدرك أن الدماء الكردية امتزجت واختلطت مع دماء شعوب الشرق الأوسط.

وفي ليبيا تم تكليفه من قبل التنظيم للقيام ببعض الأعمال من أجل خدمة الثورة,حيث قام  بالأعمال المطلوبة منه على أكمل وجه, ومن ثم أصر الالتحاق بساحة القتال لتأدية الواجبات الأممية تجاه الشعب الكردي , فالتحق  بأكاديمية معصوم قورقماز حيث شارك بعدة دورات سياسية وعسكرية ,فالتقى هناك بالقائد  عبدالله أوجلان فطلب منه القائد الذهاب إلى البيت لمساعدة عائلته لأن عائلته كانت أمس الحاجة لعمله ولكن إصراره  وإيمانه بحركة تحرير الشعوب المضطهدة كان أقوى من كل شيء حيث رد على القائد قائلا :لا يمكن لأحد أأن يقف في طريقي إلى الالتحاق بصفوف الثورة انها ليست ثورتكم فقط بل ثورتي أيضا ,أنها ثورة كل إنسان يريد العيش

بحرية وأخوة وسلام ,لقد كان إصراره نابعا من إيمانه بأن PKKثوره تحررية إنسانية ,واداركه ماقدمه الأكراد من تضحيات في سبيل شعوب المنطقة ,واستوعابه للواقع المتردي والجبروت والطاغوت المتسلط على رقاب الكرد.

وفي عام 1985 ألتحق بصفوف الثورة  ليكون أول عربي ينال شرف الالتحاق بالثورة في كردستان فأنتزع من نفسه رداء وميلاد عربي سوري وأستبدله بإنسان بشري حر ,وقرر رد ما يستطيع من تضحيات الكرد في سبيل قضايا العرب  .

وفي عام 1986حدث هام على سفوح جبال كردستان التي اصطفت لتشكل حرس شرف وتنحني تواضعا  وإجلالا لعظمة شهيد سقط فوقها …..انه الشهيد عزيز كأول عربي سوري أممي يضحي بروحه ودمه لأخوة الشعوب ,ولعل دمه يصبح نبراسا وسراجا منيرا للحرية والعدالة التي يتمناها ويتخيلها  مضطهدو الأرض ويذمها ويتجاهلها ظالمو وسفاكو الدماء فيها ,فكان يردد دائما (سأموت إنا العربي الجنسية ولتحيى أخوة الشعوب الشرق أوسطيه).حقا انه غيفارا العرب.

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.